الكتاب المالكى | نموذج لاتهام النفس بالتقصير وطلبها للتصحيح وجدارة بصيانته من التحريق

1 مايو, 2019 - 01:37

الكتاب المالكى | نموذج لاتهام النفس بالتقصير وطلبها للتصحيح وجدارة بصيانته من التحريق . تلكم هي السمة العامة للكتب المالكية : المدونة الموطأ مختصر خليل ومن تفرع عنهم من كتب ، ابتداء بالاستخارة ، اتهام المؤلف لنفسه بالتقصير وطلبه للتصحيح تصريحا ، فهذا الإمام مالك رحمه الله تعالى يقول عند إبداء رأيه فى المسائل الاجتهادية ( إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ) ، وهذا الشيخ خليل رحمه الله تعالى يتهم نفسه بالتقصير فى كتابه ويطلب من غيره تصحيحه وتصويبه قائلا فى مقدمة كتابه " المختصر " : واعتذر لذوى الألباب من التقصير الواقع فى الكتاب ...فما كان من تقص كملوه ، ومن خطأ أصلحوه ) ، وذكر أنه استخار الله فيه قبل تأليفه : ( فأجبت سؤالهم بعد الاستخارة ) ، فيهب تلامذتهم من بعدهم لتصحيح ما كتبوه ، فيتدفق سيل من الاستدراكات والتصحيحات على تلك الكتب جيلا بعد جيل . وهذه المنهجية العلمية لكتب المالكية وإخوتهم من المذاهب فى اتهام النفس بالتقصير وطلبها للتصحيح لجديرة بأن تصان من التحريق ، بل جديرة أن توسم بوسام الشرف وحلل التقدير . لذا ننصح من ركب موجة غير مناسبة مع مقام كتب المالكية أن يتوب ، ويدخل من باب التصحيح الذى فتحه المالكية ويوفر العدة العلمية والسلوكية لذلك ، بدل باب التحريق . وأنبه أن باب التحريق هو باب قد فتحه قوم إبراهيم عليه السلام بمحاولة إلقاءه فى النار ( قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين ) ، فقال الله للنار ( قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم ) ، وكذلك أنبه أن التمزيق للكتب فتحه أيضا كسرى فارس الذى مزق رسالته صلى الله عليه وسلم إليه عندما قرأها ، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فسلط الله عليه ابنه فقتله وحل فى فى منصبه ، فكما أن الله عاقب هؤلاء محاولى التحريق ومنفذى التمزيق دفاعا عن رسوليه عليهما الصلاة والسلام ، كذلك يعاقب من انتهج نهجهم فى التحريق لكتب أوليائه المشهود لهم بالخير ، بدليل قوله تعالى ( ثم ننجى رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننجى المؤمنين ) ، تأمل قوله تعالى ( كذلك حقا علينا ننجى المؤمنين ) بعد قوله ( ثم ننجى رسلنا ) . وفى هذا عظة وعبرة بخطورة تحريق كتب لعلماء مشهود لهم بالخير ، وضعوها أصلا وهي مفتوحة للتصحيح ، فلنتب ولنتجنب خطورة ذلك دنيا وأخرى ، فباب التوبة مفتوح لله الحمد.

ناصحكم فى الله : محمد فال ولد عبد الوهاب .

 

 

 

 

 

 

اعلانات