لا ولن أجد حرجا في هذا المقال أو التدوينة الوداعية لرئيس أرى أنه سجل إسمه في سجل الشرف الوطني؛ لأنني ببساطة لن أكون متهما برد الجميل لنظام وعهد استفدت منه؛ فهاهو النظام يلملم أعجازه ( وأنا في غربتي الاختيارية بعد أن عجزت عن الحصول على عمل في وطني). بعبارة أخرى أنا واحد من أبناء هذا الوطن الذين لم تتح لهم فرصة لخدمة وطنهم في عهد نظام فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز... ورغم ذلك فيشرفني أن أسجل بالخط العريض أنني فخور بدعمي ومساندتي له لأنه ببساطة أنجز الكثير لهذا الوطن ووقف مواقفا نبيلة واتخذ قرارات وطنية شجاعة. والوطن أهم وأبقى من الأشخاص ومصالحهم الضيقة ولأنني بفطرتي أحب أن أقول للمحسن أحسنت وللمسيئ أسأت وأن أعلق في عنق التاريخ المجيد كل المواقف الشجاعة والقرارات الجميلة فبدون ذلك لا أحترم الحاضر وأطعن في قدسية المبادئ..التي بايعتها ذات يوم تحت شجرة الحروف وارفت الظلال، ولأن المبادئ لا تتخلى عن أصحابها . أقولها بصريح العبارة : سيذكر التاريخ أن رجلا وقائدا ورمزا مر من هنا وأن رئيسا لهذا البلد كان استثناء في مواقفه وإنجازاته. بدأ عهده بقرار صعب على ضعاف القلوب (قطع العلاقة مع الكيان الصهيوني) وختمه بقرار أصعب على ضعاف النفوس.(ترسيخ التناوب السلمي على السلطة). هي كلمة وكلمة الحق ملك مشاع للجميع لا يمكن أن نحتفظ به لأنفسنا نعم لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز إنجازات و "مواقف" شجاعة وأخرى وطنية بامتياز ، يخون التاريخ ولا يحترم الحـــاضر من لا يعترف بها .
فسيذكر التاريخ أنه في عهده تجاوزنا مرحلة الجامعة اليتيمة إلى عهد الجامعات والمعاهد العليا وأننا تجاوزنا مرحلة القناة اليتيمة إلى عهد القنوات المستقلة والحرة وأننا في عهده استمعنا لأول مرة لإذاعة القرآن الكريم من العاصمة أنواكشوط وشهادنا قناة المحظرة وأنه في عهده صدر أول مصحف شريف يحمل إسم شنقيط وسيذكر التاريخ أنه أصبحت عند موريتانيا حالة مدنية بالمقاييس العالمية. وسيذكر التاريخ أن الديبلوماسية الموريتانية قطعت في عهده مراحل كبيرة. وأنه رفض الخنوع لفرنسا في حربها ضد المجهول في مالي. وجنب بلاده ويلات الربيع العربي بعد أن تطاول المتطاولون ورفعوا شعار الرحيل وأقسموا بكل الأيمان....
وسيذكر التاريخ أن موريتانيا في عهد أصبح لها جيش وطني بإمكانيات تخوله حماية الحوزة الترابية والتصدي لخطر الإرهاب.
ولايعني ماذكرناه إطلاقا أنه لم تكن هنالك أخطاء وتجاوزات نبهت عليها في صفحتي هذه أكثر من مرة ولكنني لا أنغص بها تدوينتي الوداعية فل كل مقام مقال وأنا فتى لايحب الطعن في الخلف. وبالجملة أحسن الرجل في وضع قطار هذا الوطن على السكة الصحية وأخطأ أحيانا في صناعة بعض العربات وترتيبها...
فشكرا له ووفق الله خلفه وسدد خطاه. ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلا أن تعد معايبه.
وداعا يارئيسا سنذكره بخير ماحيينا.
د. اسلم ولد الطالب اعبيدي