في لقائه بداعميه أكد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أنه سينْفتح على المعارضة للتباحث معها في الشأن السياسي للبلد،ومن أجل إصلاح سياسي عام وشامل، وقد التقى في الخصوص الدفعة الأولى من المعارضة حسب بعض الأوساط ممثلة في أحمد ولد داداه رئيس حزب إتحاد قوى الديمقراطية ومحمد ولد مولود رئيس حزب قوى التقدم وعبد السلام ولد حرمة رئيس حزب الصواب ،وقد أشادوا بطريقة اللقاء وأهميته دون أن يتطرق اللقاء للتفاصيل، أي من دون تحديد إطار لذلك الحوار أو التشاور ، مما يعني أنها ستكون هنالك لقاءات أخرى من أجل الدخول في التفاصيل وتحديد الآليات والمسارات .
ويثير هذا اللقاء تساؤلات مهمة حول هذا النشاط السياسي للرئيس من جهة حول قناعته بالحوار، وتصوره للأزمة السياسية، وللأزمة الإنتخابية، خاصة أن اللقاءات ظلت ثنائية وشخصية بحيث سيطر عليها الطابع الشخصي، ومحاولة إثارة الإعجاب من خلال حسن السلوك، والإحترام في سبيل بناء علاقة الشخصية !فهل سيقتصر الأمر على بناء تلك العلاقة وتوطيدها، وفتح الباب لِلقاءات متعددة، وتسير المرحلة على ذلك النحو،أي دون تنازلات جوهرية ولاتراجع عن أسس الغبن التي بنيت عليها الأغلبية الرئاسية ،وتم بها إنتخاب كل الهيآت ،أو سيكون ذلك من أجل تعزيز الثقة لبناء مشوار سياسي يتسم بالإحترام والإعتراف المتبادلين والدخول في مرحلة سياسية جدية ،كما تثير أتلك اللقاءات تساؤلات حول طبيعة الحوار؟فما هي أسس هذا الحوار؟ومع من سيكون؟ أهو حوار وطني يطبعه الإنفتاح على كل المشاكل والملفات المفتوحة في البلد ؟وعلى كل مكونات الطيف السياسي الوطني ؟ وهل هو سيكون حوار مؤسسيا أو شخصيا أي مع المترشحين للرئاسيات الماضية من خارج الأحزاب والأحزاب؟ أو مع الأحزاب فقط، وهل هو حوار مع غزواني يكون هو من يديره ويعين ممثلين عنه ؟أم هو حوار بين الطبقة السياسية من موالاة ومعارضةتلتزم الحكومة بتنفيذه؟ .هذا وتبقى الأسئلة معلقة حول جدية هذا الحوار مادام الرئيس لم يشكل فريقه الخاص ولم ينظم أغلبيته بل ماتزال الأغلبية تلتزم بعلاقتها بولد عبد العزيز وتتلقى الأوامر منه ومادامت كل الأجهزة بحالتها أي سيطر عليها نفس الفكر ونفس المقاربة المبنية على سيطرة نظام معين ومحو الآخر وفرض التفوق والغبن وتصفية الحسابات وغيرها أي مازالت الأمور يجري فيها دم وفكر ولد عبد العزيز وتوحي بأن غزواني يقع تحت ضغط كبير يحول دون حرية تصرفه أو إتخاذه لقرارات نابعة من تفكيره وتختلف مع توجهات ولد عبد العزيز أي بصراحة العبارة مازالت الأمور توحي بتأثير مبالغ فيه من ولد عبد العزيز على القرار الوطني بتأثير من قوته على الأرض حيث ترك بيضه وأفراخه في كل مكان في الدولة مما يجعل أي حركة غير منسقة معه قد تعرضهم للكسر . فمتى سيدخل البلد مرحلة جدية من تاريخه .
العلم