يعتبر التعليم العمود الفقري لأي تنمية يراد لها البقاء حيث أثبتت التجارب أن الأمم التي تقدمت هي الأمم التي استثمرت في تكوين مواردها البشرية بتسليحها بالعلم النافع .بينما التعليم في موريتانيا حاله كحال التعليم في دول العالم الثالث يتأثر بعوامل خارجية ليس لتلك الدول فيها أي دخل ومن هذه العوامل الخارجية التمويلات التي يقدمها البنك الدولي مع شروط مجحفة بهذه الدول خاصة من الناحية الثقافية حيث أصبحت مدارسنا _من حيث ندري أولا ندري_ تخرج أفراد على مقاييس خارجية أي أفردا مبتورين من جذورهم الثقافية . وعلى الرغم من صعوبة الوضعية فان القائمين على الشأن التربوي في موريتانيا لم يبخلوا أي جهد من اجل وضع لبنة في صرح الإصلاح من الاستقلال حتى اليوم ( 1960الى 2019). وعلينا أن نساهم نحن بدورنا في هذه المسيرة المظفرة -إن شاء الله مدركين أن المسئولية التربوية مشتركة بين كل الموريتانيين كل مواطن يساهم من موقعه لنصل إلى ما نصبوا إليه للطفل الموريتاني و مؤمنين أن لدى أطفالنا قدرات متميزة علينا أن نكتشفها وننميها بعيدا عن مقارنتهم بالناجحين من جيل التأسيس لان هذه المقارنة سلبية في غالب الأحيان ولها تأثير سيئ على الطفل فكل طفل رزقه الله مهارات عقلية خاصة تجعله متفردا لا يحتاج إلى أن يكون غير نفسه فزرع الثقة في الطفل تعتبر من الأمور المهمة التي يجب التركيز عليها في المناهج التربوية. ومن موقع أنني مواطن موريتاني يحب هذا الوطن ويدين له بالعرفان كان لزاما علي أن أشارك ولو بشيء يسير في هذا الموضوع الوطني ألا وهو إصلاح التعليم الأساسي وهذه الورقة المتواضعة إنما تؤسس لبحوث مستفيضة في موضوع التعليم الأساسي وإدراكا مني للدور المحوري للمكون (المعلم) في أي تفكير في إصلاح التعليم الأساسي أقدم توصية في هذه الورقة التقديمية في خصوص امتحان اكتتاب المعلمين لولوج مدارس التكوين (انواكشوط_لعيون_كيهيدي_اكجوجت) خاصة معلمو العربية. فاقترح أن يكون امتحان اللغة العربية تلخيصا لنص شعري أو نثري مختار بعناية من تراثنا العربي الإسلامي. وفي الأخير لا أنسى التأكيد على أهمية الرقابة في مسابقة اكتتاب المعلمين واختيار مراقين أمناء لديهم حس وطني وكذلك مصححين أكفاء ضمائرهم حية.
وستكون هنالك سلسلة من المقالات في نفس الموضوع تأتي في وقتها .
بقلم: الداه أبو من