بيجل يمدح من اعتصر منه 110 مليون أوقية .. ويهاجم أشياع غزواني

9 نوفمبر, 2019 - 09:52

كتب حنفي الدهاه

بيجل ولد هميد هو أحد رموز الفساد الذين يكابرون عاديات الزمن و يقارعون نسور الأيام و خوامعه، و هو رجل شديد التعلق بالأنظمة الفاسدة لأنه تماما مثل الجراثيم لا يعيش إلا في محيط العفونة. كان من أعمدة نظام ولد الطائع و كان يتشدق بالوفاء له و بالتمسك بشرعية نظامه بعد انقلاب ٢٠٠٥.

و لكنها فرية لا يصدقها غير غبي. خلال إدارتي لقناة الوطنية، كنت بصدد بث حلقة من برنامجي "جلسة وطنية" بمناسبة ذكرى ١٢ دجمبر، لتقييم فترة حكم معاوية ولد سيد أحمد الطائع، فاتصلت بصديقي إسلمُ ولد لوليد ولد وداد و طلبت منه أن يساعدني بإقناع والده، مدير ديوان ولد الطائع، ليحضر معنا مدافعا عن تلك الفترة، و كان أملي في ذلك ضعيفاً، لأنني أعرف أن لوليد رجل أفعال و ليس رجل أقوال، فهو من فرسان النزال و ليس من رجال السجال، و قد اعتذر لوليد فعلاً، و اقترح علي الاتصال بالسيد محمد فال ولد بلال (وزير خارجية ولد الطائع) الذي وافق على المشاركة في البرنامج، بعد أن أعلمته بتوقيته، و لكنني تفاجئت به يقول لي وقد اتصلت به في اليوم المحدد للجلسة لتأكيد حضوره: إنه على مشارف مدينة مگطع لحجار.! عاودت الاتصال بإسلمُ ولد لوليد الذي اتصل بوالده ليأخذ لنا موافقة بيجل ولد هميد على المشاركة.

و كان ذلك بعد أن خذلنا وزير خارجية ولد الطائع. اتصلت ببيجل فقال لي: ألم يخبروني أن ولد بلال هو من سيمثلنا في البرنامج؟!.. فأخبرته بما حدث لنا معه، فرد بحمية منتصر لتلك الفترة: اندورْ اصّ آنَ نجيكم. و لكنه طلب تأخير البرنامج ليومين لأنه في روصو التي سيعود منها لنواكشوط في اليوم الموالي متعباً، لذلك لن يسعفه إلا أن يبث البرنامج في اليوم الثالث، بعد أن يأخذ قسطاً من الراحة.. فوافقنا. بقيت على اتصال ببيجل، فقد كان مشاركته فرصتنا الأخيرة، لأن المستعدين للدفاع عن فترة ولد الطائع ليسوا كثراً. و لكنه لم يعد يرد على هاتفه، ساعات قبل البرنامج، مما جعلني أضطر للذهاب إلى بيته رفقة زميلي ابراهيم ولد عبد الله، لاستجلاء الأمر.. و قد قابلنا عند الباب ابناً له يشبهه كثيراً، و قيادياً من حزب الوئام، فأكدوا لنا أنه في غرفته بالطابق الأعلى. انتظرناه في الصالون فأرسل لنا من يخبرنا أنه مريض، و لكن ابراهيم اقترح أن نقتحم عليه مخدعه، حتي يتبيّن لنا ما إذا كان تحاشيه لنا تهرباً أم لا. و نحن على السلالم بادرنا أحدهم ليخبره أننا في طريقنا إليه، و قد لمحناه و هو يهرول من صالونه في الطابق العلوي إلى غرفة نومه، بصحة بغل.. فتأكدنا أنه ليس مريضا و إنما يتهرب عن المشاركة في البرنامج. قيادي في حزب "الوئام" أخبرنا أن هنالك من نصح بيجل أن لا يدافع عن ولد الطائع قبل الانتخابات البرلمانية 2014، فقد يكون الأمر انتحاراً سياسياً. بعدها لم نجد أمامنا إلا المصطفى ولد اعبيد الرحمن، الذي حضر ليدافع عن ولد الطائع فاعتذر عن "مشاركته في نظامه". بعد الانقلاب على سيدي ولد الشيخ عبد الله، الذي كان من أخطاءه أن أشرك بيجل في حكمه، حاول الرجل أن يستنسر بغاثه في الدفاع عن "الشرعية"، فتم جره لمفوضية الجرائم الاقتصادية، و اعتصار ١١٠ مليون أوقية من ماله (أو على الأصح مال الشعب الموريتاني). و حدثني صحفي كان على علاقة وثيقة ببيجل أنه أنهار يوم اقتادته الشرطة، و ارتعدت فرائصه فرقاً، و قال له: إذا سجنني الرجل فسأموت.. أنا عجوز و مريض بالسكري. الرجل اليوم يدافع عن ولد العزيز، و يعض بنواجذه العُصل على نهجه، و يشاغب ولد الغزواني، و يشاتم أشياعه من أمثال الخليل ولد الطيب، و تلك طريقته المعتادة في لفت الانتباه و استجداء نصيبه من الكعكة، غير أنه سيهوي كتمثال من صلصال يوم تنهره الدولة بصوتها الجهوري. فبيجل مجرد "ناپاي".!

 

 

 

 

 

 

اعلانات