سيدي الرئيس، أنا لم أفهم لماذا لم تقفوا تحية وإجلالا وتعظيما للسلام الوطني..للنشيد الوطني عندما عزفته فرقة مدرسية يوم أمس عند افتتاح مهرجان المدن القديمة بمدينة شنقيط التاريخية...سيدي الرئيس منذ أسبوعين فقط أسمعت زملائي وطلابي المشاركين في الندوة الوطنية حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني عزفا جميلا (نشيد بلادي):
بلاد الأباة الهداة الكرام *** وحصن الكتاب الذي لا يضام
أيا موريتان ربيع الوئام *** وركن السماحة ثغر السلام
سنحمي حماك ونحن فداك*** ونكسو رباك بلون الأمل*** وعند نداك نلبي أجل
حينها، طلبت الوقوف والخشوع والخنوع إمعانا في الرمزية..أردت أن أدخل تلك العادة الحسنة في ممارستنا..نحن الذين لم نعرف يوما الدولة المركزية..نحن ساكنة هذه البلاد السائبة، في هذا المنكب البرزخي على حد تعبير الشيخ محمد المامي...فنحن نحتاج أكثر من غيرنا إلى خلق ثقافة الانتماء للوطن الواحد..إلى قبول الرموز الوطنية: علَما، نشيدا، سلطة، نُظما وقيَّما...من هنا تكون البداية..
سيدي الرئيس..أنا لا أعرف..أنا لم أفهم..أنا لن أقبل أن أبقى جالسا وسلام بلادي يعزف..فالحياة في الجماعة أساسها الرمزية..
قف سيدي الرئيس..قف لنقف؛ فأنت الرمز.
صدفي ولد السخاوي