مهلا أيها النذير ،هل تعلم انك وضعت يدك على الجرح الذي لا يلتئم ، والذي ظل ومازال ينزف منذ تاريخ دخول الخوصصة للقطاع الذي تديرونه الآن ،وهل تعلم انك بوضعك اليد على هذا الجرح تدخل معركة إسكات آلام الآلاف من المواطنين الذين مات الكثير منهم بسبب الدواء المغشوش والدواءالمنتهي الصلاحية ،ومازال الكثير منهم يئن تحت وطئة المرض بسببه في المستوصفات والمستشفيات الوطنية والأجنبية .
وهل تعلم يا نذير معركة الاصلاح الحقيقي المشرع فيه،
انك دخلت معركة غير متكافئة مع مافيا مقننة ،مافيا
يمتد تاريخها أكثر من ربع قرن ،لم تتورع عن تزوير أي
شيئ تجد فيه رِبح عشر اواق من العملة القديمة،زورت
الأقمشة والسيارات والأرز والقمح..وزورت حتى حليب
الأطفال وحقنهم والاسلاك التي تخاط بها أمهاتهم عند الولادة بالعمليات القيصرية.
إن المنذر ومثله كل المنذرين عبر التاريخ لا يأتون إلا عندما
تصبح الظواهر باثلوجية أي مرضية تهدد الفرد والجماعة ،
وظاهرة غش وتزوير المواد الغذائية والأدوية بلغت في
مجتمعنا مع الأسف هذه الدرجة من الخطورة؛ولم يعد علاجها مسألة تلويح ولا انذار ولا تخويف بل اصبح يفرض
سياسة متبصرة وواعية واستراتيجية ذات بعدين ،بعدا
افقيا وبعدا عموديا بل واصبحت قضية مجتمع بكامله،
ولذلك لا يكفي لعلاجها مجهود يقوم به منذر المرحلة
على أهميته لانه كسر الحاجز على الأقل الذي كان يتخفى
ويتستر ورائه القتل الاجتماعيون واتخذ إجرائات جد مهمة
لتدارك الوضع حتى يستنفر له كل جهوده وجهود الدولة والمجتمع ،ولكن المعركة أكبر من ذلك لعمقها ،فهي معركة
إصلاح الإنسان وتكوين جيل مسقبل بلد بكامله وتعبئة
عامة لمحاصرة هؤلاء السفهاء المستثمرون في قتل النفوس
الزكية .
لذلك ،فلتعلم أيها المنذر ان المسؤولية في هذا الموضوع
لابد أن تكون تضامنية بين أعضاء الحكومة ،كل
الحكومة ،ولابد فيها من،تعبئة كل الجهات : روابط آباء التلاميذ ،المنتخبين ،السياسيين ،الاعلاميين ،الأئمة والفقهاء ،المجتمع المدني.......الخ
فدعوة كل هؤلاء في منتدي عام مهمة للغاية لوضع المجتمع
في الصورة وتعبئة الجميع للقيام كل في ما يعنيه بالدور
المساند لمحاصرة الظاهرة وصناعها .
ولتعلم يا منذرنا ان زميلك معالي وزير التعليم الأساسي
هو شريكك الأول لعلاج الظاهرة و لمحاصرتها والقضاء على إمكانية تجدد اسبابها على المستوى العمودي، فقطاعه هو المعني بإنتاج أو عدم إنتاج صناعها لانه هو المنشئ لأجيال الوطن القادمين، فمنهجه التربوي وقربه من الأسرة يجعله المعني الأول بالقضاء على شخصيةالغش والتزوير في مسقبل الأجيال لانه ببساطة استتبع بروز الظاهرة اختفاء
درس التربية المدنية والتربية الدينية المقدمين من معلم
يحبه التلاميذ ويخشونه وتحترمه أسرهم وتهابه ..
أمر آخر عليك يامنذر ان تعلمه وهو أن مافيا الغش وتزوير
المواد الغذائية والأدوية تعشعش في القطاعات نفسها
ولها اجنحة واذرع في الدولة وقد تكون محمية من داخل
الدولة ذاتها ، وبالتالي فالمعركة معركة ذات أبعاد متعددة، ومواجهة أهلها قد تكون مكلفة ولها ثمنها، ولكن لا تخف ، ومثلك لا يخاف ، فأنت اخذت صفة من صفات المنذرين وأولئك لا يخافون الا الله، والله معكم لأن أرواح الابرياء الذين ماتوا معكم، ونحوكم تتجه دعوات الذين يئنون الآن في المستوصفات والمستشفيات، وأولئك المهددون بالموت
في المستقبل ما استمرت مافيا القتل البطيئ .ولتعلم يا منذر انك الآن عنوان مرحلة سياسية أراد لها صاحبها الأخ الرئيس محمد الشيخ الغزواني ان تكون اصلاحية بامتياز
وانت جعلت قطاعك، بما قمت به وتقوم به في مستقبل
قادم ايامك مدخل هذا الإصلاح وفتحت الطريق لزملائك
الوزراء ان يدخلوا بقوة في هذه المعركة كل في القطاع
الذي يعنيه ،وهذا يجعل معركتكم معركة تضامنية، معركة
تحاصر كل الظواهرالسلبية السيئة في الدولة ومفاصلها
وهو ما يجعلكم _ وحده _حكومة إصلاح حقيقي، والرئيس
ووزيره الأول اراداها أن تكون كذلك ،فلتدخلوها الآن ،ولا تتركوا المنذر يجابه وحده مافيا الغش والقتل البطيئ ،فكل
قطاعاتكم معنية بهذه المافيا، أليس قطاع التجارة معنيا ؟
أليس قطاع التنمية والتعليم معنيا ؟
أليس قطاع الخارية _حتى _ معنيا .....كل القطاعات معنية،
فاجعلوها معركة تضامنية للحكومة ولكل قطاعاتها، وكل
يستنفر ما يلامس قطاعه من المجتمع ،ويعبئ لذلك ما
يجب تعبئته من مصادر بشرية ومادية ...الخ .
وبذلك تكونوا جميعا منذري معركة الاصلاح المنشود
الذي يتطلع إليه الناس وينشدونه، ويتوقعونه منكم .
الا ترون معي انتم ان الامر بات يستوجب هكذا معركة
وان المنذر دق ناقوس الخطر ودشن معركة مقدسة
تستحق دعم كل منا؟
بقلم: سيدي محمد فال