حين تكون المعارضة، تزلزل النظام ، تبين فساده ، وأخطاءه ، وحين تكون المعارضة، تضعف شوكة النظام،،، قد يتبادر إلى المتابع سؤالا بسيطا: أين معارضتنا؟ ،ذابت، هل هي جزء من الأغلبية، أم الأغلبية جزء من المعارضة؟ اللحظة التي لا توجد فيها معارضة، لحظة " نقاء " ،لحظة مصالحة، و"مصلحة "في آن واحد، ولكن، توجد أحداث، تتطلب، اشعارا ولو سونونيم للحاكم مهما كان مهادنا او مصالحا أو شريكا ،، لقد رمت المعارضة نفسها، في أحضان النظام، مجاناً، بدون مقابل ، وقد يكون ذلك من كرامات " الشيوخ " ، موت المعارضة !! معارضتنا بذلت الغالي والنفيس من أجل المصلحة الوطنية في كل المراحل، ولكن، هذه المعارضة، أو الوجوه النيرة، تشتت شملها، وأصابها الوهن، بين من إنضم للحزب الحاكم، وذاب فيه حتى تصدر الواجهة،وبين صامت ينتظر... مهما يكن فإن المعارضة شبه متوافقة مع الحكومة، من جهة، ومع بعضها البعض، سرا أو علانية، المفارقة أن هذه المعارضة، أثبتت الأيام أنها،معارضة شخص " حاكم،" هو ولد عبد العزيز، أو معاوية قبل ذلك،ولنفترض جدلاً، أنها معارضة "" نظم"" أو معارضة تحمل فكرا تعوعويا ورؤية شاملة وأخاذة، فقد وجدت المعارضة، أو ماتبقى منها، ما يجعلها تنتصر للمواطن البسيط، والفقير المنهك، فلم تحرك تقارير محكمة الحسابات مياهها الآسنة، للضغط على الحكومة من أجل محاسبة المفسدين الذين طالما طالبوا بمحاكمتهم، والذين أعيد تدوير بعضهم، والبغض الآخر في طابور التعيينات في قادم الأيام، والشهور ،ولم تستيقظ المعارضة حين ارتفعت الأسعار، ولم تستيقظ حين رفض البرلمان زيادة رواتب الموظفين، في الوقت الذي وافق على زيادة نواب الجمعية الوطنية، والآن ها هو، الوزير الأول يؤكد أقاويل المعارضة أيام الزمن القبيح ،زمن التسيير الأحادي، والنظام الشمولي . فهل صدق ولد عبد العزيز أن المعارضة ليست موضوعية، ، ،،تحرك المعلمون، ، تحرك الأطباء، تحرك آباء التلاميذ، تحرك من يبست حلاقيمهم بسب العطش، في كل مكان من الوطن، وانقطعت المياه، والكهرباء في أحياء العاصمة نواكشوط و نواذيبو، وكتب المدونون، وتسابق الصحافة الى نقل المعاناة، والمعارضة، في صمت رهيب، هل هي حمى الصمت، أم التفكير في اللا التغيير، أم اليأس، أم فلسفة تمهيدية للإعتزال، وترك الباب أمام الوجوه الشابة لعلها تواصل سير القطارالأعرج ....
المعارضة ليست غاية، ولاهدف، لكنها تساهم في بناء الدولة، وتنتصر للمظلومين، وتبين الإعوجاجات...
أنا لست معارضا، ولكن، الواجب الوطني فرض علي أن نكتب عن كائن، أراد الخير، لشعب دمر، وفقر، وعذب بالسياسات الفاشلة، المخربة، ، و اللحظة التي لا توجد فيها معارضة، ويوجد فيها وفاق، وتفاهم، تسعدني، وتسعد كل الغيورين على الوطن المنهك إقتصاديا، المشتت إجتماعيا، لكن الصمت على الفساد، وتدوير المفسدين، يبعث في الخيبة،،،حاسبوا المفسدين، قبل أن تحاسبوا، فإذا كنتم نادمون على الأيام الخوالي، فإن الذوبان في البلاط، والسكن في البروج المشيدة، أحلى منه، الصفير بمعاناة، الأحياء الشعبية، و مشاكل العمال، وتطوير البنى التحتية...
بقلم: محمد ولد سيدي كاتب ومدون