هل سيبدأ النظام في طمس صورة "عزيز" من الذاكرة الموريتانية ؟ في عيد الاستقلال عام 2010، وضعت صور كبيرة للرئيس المؤسس المختار ولد داداه مع الرئيس الحاكم أنذاك محمد ولد عبد العزيز ، وأطلق اسم المرحوم ولد داداه على شارع قصر المؤتمرات ، رسالة ولد عبد العزيز وقتها كانت أن البلد بدأ مع المختار وتوقف طيلة حكم الرؤساء السابقين حتى استأنف هو مسيرة التنمية ، رحبت مريم داداه بالقرار ، لكن هذه العلاقة الحميمية سرعان مابدأت في الاضطراب ، ففكرة التأسيس وانطلاق قطار التنمية تغيرت لدى الرجل في مأموريته الثانية ، فأصبح المختار جزء من الماضي والبلاد لم تشهد أي تنمية إلا إبان حكم "عزيز" ، هذه هي الصورة الجديدة وبدأ الرجل في التفكير في طريقة ترسخه في ذكراة الأمة الموريتانية كأب جديد لها بدل المختار ولد داداه. بدأت أفكار جنونية تلاحق ولد عبد العزيز الذي يريد أن تكون موريتانيا قد بدأت معه ، جلب معه تصورا جديدا للعلم والنشيد ، جمع المثقفون والأدباء وبدأ الكل في مهاجمة النشيد ، على غرار ماحدث في فيلم "رامي الاعتصامي" الذي قرر بطله أحمد عيد رفقة شباب تغيير النشيد لأنه لايطربهم أثناء جلسات اللهو والفرفشة ، لكن الشيوخ اعترضوا حلم تغيير الثوابت الوطنية ، في صراع سياسي لأن القرار يشمل إلغاء مجلسهم، وقتها قرر "عزيز" الدخول في مواجهة معهم ، ألغى الدستور عن طريق انتخابات وصفت بغير الشفافة ، وتم وضع خطوط حمراء لتكريم الشهداء و دخل البلد في مهاترات تاريخية كان في غنى عنها . بعد انتهاء معركة العلم والنشيد ، بدأت فكرة إضافة صفر زائد للعملة ، في إجراء لم يشرحه الاقتصاديون كثيرا ومر كأشياء كثيرة بها البلد في العشرية الماضية . اليوم تطفو أنباء عن نية النظام الجديد إطلاق اسم المختار داداه على المطار بدل اسم معركة "أم التونسي" ، وبدأ الحديث يدور عن التراجع عن الصفر الزائد الذي جلبه "عزيز" ، وربما سيعود نشيد موريتانيا القديم ، ولو كانت الظرفية الاقتصادية تسمح لأعيد مجلس الشيوخ ، ذكر مقربون أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني عبر للشيوخ عن موقفه المناوئ لإلغاء المجلس سابقا،الأكيد أن الدخول في كل هذه التفاصيل ليس وقته الآن فحكومة "غزواني" تواجه مفخخات صعبة وجدتها في طريقها ،لكن "الغاز" قد يعيد البلاد لجادة الصواب، وهو أمر يتطلب الصبر والانتظار.
محمودي ولد موسي
.gif)
.jpg)
.jpg)
