اعتقد أن علاقتنا بالعرب تتأثر بعاملين أساسيين.
العامل الأول: الصورة النمطية لدى المجتمعات العربية عن المجتمع الموريتاني، والتي تنطلق من كوننا مجتمع غير عربي لا نتحدث العربية إلا على المستوى الرسمي ونحن في سلة واحدة مع الصومال وجيبوتي وجزر القمر هذه الصورة عززتها جهود الدولة خلال العقود الأخيرة في طمس الصورة الناصعة للبلد من خلال إهمالها للدبلوماسية الثقافية، وإسناد الدبلوماسية السياسية إلى بعض الشخصيات ذوي الثقافة المحدودة أو المنعدمة.
العامل الثاني: عقدة النقص وهي عقدة لازمتنا كموريتانيين منذ الاستقلال، ومردها تأخر انضمامنا للجامعة العربية والذي كان لأسباب سياسية وليست ثقافية، وتجاهل العرب لنا على المستوى الرسمي والذي انعكس على المستوى الشعبي بعد ذلك مما ولد لدينا تلك العقدة. الحل اليوم ليس في التهجم على العرب وسب دولهم ومجتمعاتهم فنحن في النهاية لا يمكننا الاستغناء عن العرب خصوصا على المستوى الرسمي فقد ساعدت دول عربية عديدة خاصة الخليج بلادنا في كل الظروف وإنما الحل في ردم الهوة وتعزيز الدبلوماسية الموازية واستثمار الدولة في الدبلوماسية الثقافية وتثقيف الدبلوماسية السياسية من خلال تعين سفراء ومستشارين قادرين فعلا على التعريف بموريتانيا وتسويقها ثقافيا.
المصطفى يكبر