الغارديان: دخول مصر في النزاع الليبي سيوسع مجال الحرب الباردة في العالم العربي

26 يونيو, 2020 - 11:12

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط مارتن شولوف، حول المواجهة الحالية في ليبيا والتي قد تجر الجيش المصري للحرب الباردة في المنطقة.

وأشار شولوف إلى أن الجهود الدبلوماسية قد تكثفت لمنع تدخل أكبر الجيوش بالمنطقة للدخول في الحرب الأهلية التي مضى عليها تسعة أعوام.

وقالت الصحيفة إن دخول مصر الحرب الليبية سيؤدي إلى ردود أفعال من أنقرة إلى أبو ظبي، مضيفة أن الضجيج حول مصير ليبيا قد ارتفع بعد تراجع أمير الحرب خليفة حفتر الذي يقود ما يعرف بالجيش الوطني الليبي في حملته التي استمرت 15 شهرا للسيطرة على العاصمة طرابلس.

وانسحبت قواته حتى سرت التي باتت ساحة المواجهة مع قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا والتي تحظى بدعم من تركيا. ولا تبعد قواتها سوى 30 كيلومترا عن سرت، حيث عززت مواقعها قرب محطة توليد الكهرباء، فيما انتشرت قوات حفتر التي تدعمها مصر والإمارات وروسيا في المناطق المدنية.

ويرى الكاتب أن الفوضى التي تمر بها البلاد منذ مقتل العقيد معمر القذافي في سرت، مسقط رأسه عام 2011 أدى لتدخل القوى الإقليمية والدولية بالإضافة لانتشار المرتزقة والجهاديين، حيث يحاول كل طرف منهم أن يحصل على حصة من أغنى بلد في أفريقيا.

وانقسم البلد الآن إلى حكومة في الشرق وأخرى في الغرب، وكل واحدة لديها من يدعمها من الخارج، حيث دعت القوات التابعة لحفتر يوم الأربعاء الرئيس عبد الفتاح السيسي للوفاء بتهديداته وغزو ليبيا إذا سيطرت قوات حكومة الوفاق التي تدعمها إيطاليا وقطر أيضا على سرت.

وهدد السيسي بأن مصر ستدافع عن حدودها، فيما دعت الجامعة العربية لهدنة. إلا أن قوات حكومة الوفاق في سرت جاهزة للتقدم ضد قوات حفتر المتراجعة.

وقال فوزي خير الله أحد المقاتلين في صفوف حكومة الوفاق الوطني بمكالمة هاتفية: “ظلوا على أبواب طرابلس لمدة طويلة وقتلوا الناس بقصفهم” و”عندما جاء الوقت للتحرك كل ما فعلوه هو التراجع 300 ميلا وهم قوة محطمة”.

وقالت الصحيفة إن الغزو المصري، حدث أم لم يحدث بات مدار نقاش في داخل ليبيا. ويقول أنس القماطي مدير معهد الصادق في طرابلس: “لن يدخل السيسي إلا حالة سمحت روسيا لحكومة الوفاق الوطني وتركيا بعبور سرت، وفي حالة حصل على الدعم المالي من شريك آخر، سواء الإمارات أو السعودية”. و”ستكون عملية برية عند الحدود وتهدف لمنع تقدم تركيا والوفاق الوطني باتجاه الهلال النفطي الذي يمتد من سرت إلى أبواب بنغازي”.

ويقول سونير تشاغباتاي، مدير برنامج تركيا في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن المرحلة الحالية من النزاع في ليبيا هي حرب بالوكالة على مستويين أولا بين أردوغان والسيسي اللذان يواجهان بعضهما البعض في الشرق الأوسط، والثاني بين أردوغان والإمارات عدوته الجديدة في المنطقة.

وكانت تركيا واضحة في استعادة مليارات الدولارات من الديون المستحقة بسبب انهيار نظام القذافي الذي وقعت معه عقود إنشاءات. ومن هنا فتدخلها في ليبيا نابع من محاولة تأمين حكومة صديقة تمنحها أفضلية في العقود بالمستقبل.

وقال المستشار البارز لحكومة الوفاق الوطني، محمد علي عبد الله إن التهديد المصري قد يشعل الوضع، و”تحتاج مصر لأن تكون جزءا من الحل في ليبيا لا جزءا من المشكلة، كما هو الحال في السنوات الماضية” و”المقترح الذي تقدموا به يخفض فرص السلام ويزيد من مخاطر تشرذم ليبيا” في إشارة لمبادرة وقف إطلاق النار.

وترفض مصر والإمارات سيطرة حكومة الوفاق الوطني على حقول النفط، و”لو حدث فقد تعرضتا للإهانة ولا يريدان هذا” كما يقول دبلوماسي في المنطقة و”ربما لوحت مصر بالحرب ولكن تركيا ستحاول الخداع، فهي بعيدة 800 ميل عن سرت، فماذا بمقدروهم فعله، ولهذا سيحاولون البحث عن سلام”.

ويقول اتش إي هيللير، الزميل البارز في المعهد الملكي للدراسات المتحدة ووقفية كارنيغي: “من الناحية العامة يتردد الجيش المصري بالتورط خارج حدوده ولهذا السبب لم يشارك في العقود الماضية في اليمن وسوريا مثلا”. و”لن تتخلى مصر عن هذا الموقف. ولديها في نفس الوقت مخاوف أمنية على حدودها مع ليبيا ولو قررت القاهرة التحرك، فستتحرك بالتنسيق مع محورها خاصة السعودية والإمارات”.

ويرى هيللير أنه من المهم ربط هذا بالحرب الباردة في العالم العربي، حيث ظهر خلال السنوات الماضية تحالف تمحور حول تركيا وقطر يدافع عن نوع من الإسلامية، وآخر تمحور حول مصر والسعودية والإمارات، ولا يمكن فهم الحرب في ليبيا بدون النظر إلى هذا النزاع.

 

 

 

 

 

 

اعلانات