
تمتلك موريتانيا الموقع الاستراتيجي والحدود البحرية المشتركة مع إسبانيا وتاريخ من التفاهم والتعايش المشترك ورغم ذلك ظلت العلاقات الإسبانية الموريتانية تعاني من انعدام رؤية موريتانية واضحة المعالم والأهداف وظل المسؤولون الإسبان يعبرون في السر وفي بعض الأحيان في العلن عن الأستياء من غياب أفق واضح للمعنيين في موريتانيا في ما يخص التعاطي مع مشاريع بعيدة الأمد أو إستراتيجيات مدروسة تمكن موريتانيا وإسبانيا من توثيق التعاون الاقتصادي والأمني وخلق حاله من الشراكة تفتح فرص أكبر للبلدين .....
وفي صبيحة الغد سيكون رئيس الحكومة الاشتراكي بيدور سانشيز في نواكشوط علي رأس وفدا إسباني كبير ضمن قمة دول الساحل بهدف تدعيم التعاون الموريتاني الإسباني أولا والأفريقي في مرحلة ثانية لكون إسبانيا تعي بشكل جيد قيمة الموقع الاستراتيجي لموريتانيا وانعكاسات أي تعاون مدروس مع موريتانيا علي أفاق التجارة مع أغلب دول افريقيا
إضافة الي محورية الدور الموريتاني بشهادة الإسبان أنفسهم في مكافحة الإرهاب والهجرة السرية لكن ورغم كل هذه المعطيات تظل موريتانيا عاجزة عن إستغلال هذه المكانة الإستراتيجية فلم تستفد من إمكانيات إسبانيا في ميادين الزراعة والتصنيع والطاقة المتجددة إضافة الي إغفال جانب الاستفادة في ميدان التصنيع العسكري وهنا أتذكر جملة قالها لي وزير الخارجية الإسباني السابق والدبلوماسي المشهور ميغل انخيل موراتينوس بعد أن حدثته عن أهمية موقع موريتانيا في المنطقة فقال :
إسبانيا تعي جيدا موقع موريتانيا وأهميتها الاستراتيجية لكن السؤال هو هل يعي الموريتايون ذلك ؟؟
طبعا أتوقع أن يكون هذا الوعي لدي صناع القرار في نواكشوط قد حصل باالفعل واتمني أن يكون اللقاء المرتقب بين الرئيس محمد ول الشيخ الغزواني و رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز بداية حقيقية لوضع خارطة طريق جديدة تمهد لعلاقات دبلوماسية عملية أساسها إستغلال الإمكانية المشتركة للبلدين لبناء تعاوني تكاملي يخرج العلاقة الموريتانية الاسبانية من دوامة المساعدات الإنسانية الي أفاق الشراكة المستدامة
محمد لمين خطاري