هل سمعت عن عقود "النفط مقابل الأطباء"؟ إنها التجربة الكوبية الفريدة؛ فكوبا هي أكبر مصدر للأطباء في العالم، حيث ترسل أطباءها إلى أكثر من 60 دولة (من بينها موريتانيا) في إطار التعاون الثنائي، مما يدر سنويا على خزينتها 11 مليار دولار. لقد طورت كوبا نوعا من العقود مع بعض هذه الدول بموجبه تمنح الدولة المستضيفة فارق الراتبين للدولة الكوبية على شكل كميات من النفط كما يحدث مع البرازيل وفنزويلا والجزائر ...
فهل باستطاعتنا أن نفكر ولو لحظة واحدة في نموذج اقتصادي يوطّن (توطين) الخيارات الاقتصادية ويتقصى كل الميزات التفضيلية التي تتمتع بها البلاد، خاصة بعد أزمتي "كورونا والطماطم" ؟ في اعتقادي المتواضع أن "أرض الرجال" هذه استطاعت أن تقيم تجربة تعليمية فريدة من نوعها في العالم.. إنها المحظرة الموريتانية، التي هي قادرة –إن أريد لها ذلك- على تخريج آلاف القضاة والأئمة والخطباء المتميزين ...
مما سيسمح للدولة الوطنية بانتدابهم في ظل التعاون الثنائي أو المتعدد الأطراف إلى جميع أنحار العالم (كما حدث سابقا مع دول الخليج)، ويعود بالنفع العميم على البلاد ماليا (من خلال التحويلات أو عقود تبادل المنفعة) ومعنويا (من خلال المحافظة على الدور الضائع للشناقطة الأوّل). ..
فقط، مجرد معلومة ورأي، لشخص يحاول التحرر من قيود التبعية الاقتصادية من خلال تثمين الموارد الذاتية المختلفة.. ٣