قبل اندلاع حرب التحرير الصحراوية الثانية، بالكاد كان العثماني يخرج من جحره ليحني ظهره لملكه، ثم يعود مختبئا مقرفصا متحينا موسم عبادته الموالي، اليوم، وخلال ثلاثة أسابيع متتالية، وأمام غياب كلي لقصر الشره والاستعباد، عرت الحرب المستعرة على طول جدار العار المغربي سوأة نظام الاحتلال واحترقت أسمال العثماني والتهب جحره، ولم يعد يسمع غير صراخه واستغاثته، وكأي مستجير هلع، لا تكاد جُمُل العثماني تستقيم ولا تكاد حروفه تبين. تذلل العثماني للشعب الصحراوي الذي يقاوم بكل ما أوتي من قوة، ويدرك العثماني صلابة وعناد الصحراويين، تذلل لهم مخاطبهم بما يسميه العودة لوطنهم، ولسنا ندري ما يقصد العثماني بذلك، فالمغرب ليس وطن للصحراويين والصحراء الغربية يحتلها نظامه والعودة إليها مشروطة بجلائه، فأي وطن في مخيلة العثماني المهترئة حتى يدعوننا له؟؟؟ وفزع منذ أيام قليلة، يبكي تراجع دعاية نظامه المتعفن التوسعي أمام قوة الحجة الصحراوية، مدعيا أن للصحراويين آلة دعائية موجهة ممولة، بينما لا يملك الصحراويون غير الحق، وعدالة قضيتهم زادهم المبارك ومعينهم الدائم. وخرج أول أمس ببوائق أخرى، منها الطعن بشرف وعظمة جيرانه، محللا الحرام ومحرما الحلال، لكأن غيث الملهوف ونصرة المظلوم عار بينما إخراج الآمنين من ديارهم فضل!! مزيفا الحقائق ومحرفا للأدوار ، كأن الجزائر التي شرعت أبوابها لاحتضان ضحايا العدوان المغربي، المبعدين من قراهم ومدنهم جراء قصف قنابل النابالم والفوسفور، أتت جرما كبيرا ، بينما أتت مكارما جحافل جيش الاحتلال المغربي التي حولت أمن الصحراويين خوفا واستقرارهم تشريدا وشتاتا؟؟ الحريق المستعر بجحور الجيش المغربي خلف جداره البغيض، هو نفسه الحريق المتقد بالعثماني، ما جعله يتوهم من أنه وشعبه ونظامه ضحايا في مواجهة خصم عنيد، هو الضحية الوحيدة؛ ألا وهو الشعب الصحراوي.
العثماني قزم سياسي في كرسي ضامر، وُجِد قبعة لجميع الأحزاب السياسية في المغرب المُساقة بالتتابع ببلاط الملك والمقيدة بحبل واحد بيده، وتواري ملكه إلى حيث لا يعلم أحد فرصته الثمينة ليرقص رقصة وزير الدفاع الغائب ضمن سيرك خرجاته الاعلامية الأخيرة.
النانة لبات الرشيد
مستشارة بالرئاسة الصحراوية.