
في خضم سنوات الجفاف التي اجتاحت موريتانيا قبل عدة عقود و وسط موجة جفاف عاتية، أكلت الأخضر و اليابس، كانت شركات و مشاريع رجل الأعمال العصامي أحمدسالك ولد ابوه، تستوعب آلاف العاطلين عن العمل في هذا المنكب البرزخي، حيث ينتشر الفقر و البطالة و الفساد، فكانت أياديه السخية مبسوطة لكل معسر و محتاج، قريبا كان أم بعيدا.. لم تكن المؤسسة العسكرية بمنأى عن نفحات الرجل و مساعداته الوطنية، حيث دعم الجيش الوطني بعشرات السيارات و الآليات، و ظل الرجل يشق طريقه بصدق و طموح للرفع من مستوى الوطن، و خصوصا في مجال البنى التحتية حيث كان مصنع اسمنت موريتانيا المملوك للرجل، المصنع الوحيد للإسمنت في البلد، فرافق النهضة المعمارية في ذلك الوقت.. و على خطواته الواثقة، سار ابنه رجل الاعمال و الشاب الطموح محي الدين ولد أحمد سالك، يستنير بإرشاداته و ينهل من معينه الناضب، فالرجل ذو ثقافة قانونية و ضريبية واسعة، جعلته بمنأى عن كثير من مشاكل الضرائب، التي عانى منها كثير من رجال أعمالنا المتهربين، كان محيدين إذن نموذجا مصغرا لوالده، فواصل على نفس النمط ليؤسس بشرف و طموح و بنفس الطريقة عدة مؤسسات مهمة من بينها شركة النجاح للأشغال الكبرى، تلك المعلمة الوطنية الرائدة التي كانت ناجحة بكل المقاييس و المواصفات حيث انجزت العديد من مشاريع البنى التحتية في موريتانيا و في الخارج و نالت أعمالها إعجاب و تقدير الجميع، يشهادة معظم المؤسسات و المكاتب الدولية و الوطنية. بدءا بأعمال شبكات المياه و الحفر و انتهاءا بمطار أم التونسي الدولي ذلك الإنجاز التاريخي العظيم الذي سيظل دينا لها في عنق كل موريتاني صادق، حيث استطاعت بكفاءة بالغة و صمود تشييد مطار دولي متكامل، في فترة وجيزة و طبقا للمعايير و المواصفات الدولية، رغم تراجع بعض الشركاء الوطنيين أنذاك، وقد كلفها هذا العمل استنزاف الكثير مت مواردها المادية و البشرية. و على الرغم من ضخامة الإنجاز و ما يعكسه من وطنية و وفاء و شموخ، و على الرغم مما عانت منه مجموعة أحمد سالك من خسارات بسبب هذا المطار، ظلت السوق الوطنية بما فيها من رجال أعمال و تجار - إلا من رحم ربك- تنظر بنفس النظرة التقليدية الغيورة لنجاحات المجموعة الشامخة. و لعل ما يعرف بملف العشرية، شكل موجة مواتية لمنافسي و أعداء المجموعة، المتغلغلين داخل الدولة العميقة لاستهدافه، فلكل منهم مرجعيته داخل مفاصلها، إما جنرالا، أو شيخا تقليديا، أو.. أو .
فلكل مفسد من هؤلاء -و هم كثر- عصاه التي يتوكأ عليه و يهش به على فضائحه و تجاوزاته، داخل غابة الفساد.
و لا أدل على استهداف الرجل دون غيره -ممن استنزفوا المال العام- من تلك التهم الواهية الموجهة له بغية تشويه سمعته، تلك التهم الجزافية المبنية على أسس كيدية و رجعية انتقامية معروفة المصدر و التوجه، و لكن رغم كل ذلك، فسيظل الرجل و سمعته التجارية بمنأى عن الخنى و الكيديات الرديئة الإخراج و السيناريوهات، فأهل موريتانيا أدرى بشعابها، و للصدارة ثمن، و الله يعلم المفسد من المصلح.
النعمه ولد النونو.