شدد نواب في البرلمان الفرنسي على أهمية تنظيم الدوحة كأس العالم 2022، والتي ستقام لأول مرة في التاريخ في الشرق الأوسط وفي بلد مسلم، وأكدوا على ضرورة اعتبار الحدث لحظة فارقة في تاريخ المنطقة.
وأكد السياسيون الفرنسيون في رسالة عممت على وسائل الإعلام أن قطر خلال عشرين عامًا، أصبحت المنظم الأساسي لأكبر الأحداث الرياضية والفعاليات الثقافية في العالم، وتهدف في النهاية إلى إقامة الألعاب الأولمبية، وفي غضون هذين العقدين، وتحت أنظار وثقل الدول الغربية التي تحاسبها، أو تقود ضدها حملات، انطلقت الدوحة، وهي تحدث المزيد من الإصلاحات في مجال حقوق الإنسان.
وكشف النواب الفرنسيون أن هذا العام تميز مرة أخرى بإعلان الدوحة تنظيم أول انتخابات برلمانية في تاريخ البلاد ، ولكن أيضًا من خلال صياغة تشريعات عمالية غير موجودة في أي مكان في منطقة الخليج بأكملها.
وأشاد السياسيون الفرنسيون بجهود السلطات القطرية في التخلي عن نظام الكفالة، بالرغم من أن التحضير لكأس العالم تطلب استخدام عمالة مهاجرة متخصصة لمدة عشر سنوات، كون هذه مشاريع استثنائية، وقد دفع توقيت الحدث الدولة إلى الالتزام الصارم بالمواعيد النهائية لاستكمال البنية التحتية. واستطرد البيان أنه وعلى الرغم من ذلك وبدعم من منظمة العمل الدولية التي لديها الآن مكتب في الدوحة وتعمل مع الحكومة، تم إجراء إصلاحات، والتخلي عن “الكفالة”، وتنفيذ خدمات حماية العمال ومساعدتهم ودعمهم الاقتصادي في أوقات تفشي الوباء.
واعترف البيان الفرنسي أن ما تحقق هو بداية جيدة، خصوصاً وأنه خلال العقد الماضي، انخفض معدل الوفيات، بفضل البرامج الصحية في التطور المستمر والتحسن الملحوظ في ظروف العمل، وأصبحت القوانين القطرية تعاقب الآن الرؤساء الذين يخالفون هذه القواعد.
كما أشاد المصدر بالخطوة المهمة التي قامت بها الدوحة بوضع حد أدنى للأجور، وأصبحت معها الآن ظروف العمل مشروطة بدرجات الحرارة الخارجية التي ترتفع بسرعة كبيرة في قطر. وتضمن الدولة الآن أنها تعاقب أي إساءة يرتكبها أصحاب العمل.
وشدد النواب الفرنسيون أن ما قامت به الدوحة لم تفعله معظم دول المنطقة، حيث ما تزال الكفالة قائمة في عواصم مجاورة، وتتجاوز الانتهاكات الواضحة لحقوق العمال بصمت، واستشهدوا بما يحدث في السعودية وتحديداً الإمارات التي أكدوا أنها في صدارة الدول التي تسجل فيها الانتهاكات. واستنكر السياسيون الفرنسيون دعوات المقاطعة التي تحركها بعض الأطراف ضد قطر، وأكدوا بالمقابل ضرورة دعم الدوحة في مسار الإصلاح. وأشاروا إلى أن الدوحة تعهدت خلال الجائحة الحالية بمبلغ 825 مليون دولار لتغطية أجور وتكاليف عمالها، حتى أولئك الذين كانوا في الحجر الصحي، كما تم إطلاق تطبيق بلغات متعددة للسماح للعمال الأجانب، اعتمادًا على لغتهم الأم، معرفة حقوقهم وواجباتهم الجديدة. بمناسبة كأس العالم ، ولكي يكون النجاح كاملاً ، من وجهة نظر رياضية وسياسية وثقافية وصورة ، لن يكون لقطر مصلحة في الانغلاق على نفسها في الماضي وفي عملية رجعية. إنها تتصرف خطوة بخطوة في اتجاه التحديث وبالتالي في اتجاه التاريخ وتريد مواصلة هذا التحديث.
وكان من بين الموقعين على البيان الذي اطلعت “القدس العربي” نسخة منه النائب باسكال بريندو، وجوليان بوروفتشيك، وجيروم لامبرت، وماير حبيب، وميشيل زومكيلر، وماري – فرانس لورهو، وغيرهم.
ولفت البيان الفرنسي أنظار السياسيين في فرنسا، وعكس نظرة ساسة في عدد من الدول الغربية للإنجازات التي تحققت في قطر، والإصلاحات المنتهجة، والتأكيد على دعم ما تحقق في الميدان.
القدس العربي