التايمز: منطقة الساحل تهديد على أمن أوروبا ومشاركة ابريطانيا في ملاحقة الجهاديين مهمة

3 مايو, 2021 - 09:38

دافعت صحيفة “التايمز” في افتتاحيتها عن وجود القوات البريطانية في منطقة الساحل الأفريقية التي قالت إنها عادة ما تستدعي حساً رومانسياً، لكنها تمثل مفتاحا مهما لأمن أوروبا في المستقبل.

وكانت فرنسا، الدولة المستعمرة السابقة التي أرسلت في 2013 قواتها لوقف تقدم الجهاديين نحو العاصمة المالية باماكو، ثم انضمت إليهم قوات أفريقية وقوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة لمنع المنطقة من أن تصبح “حارة كل من إيده إله”. وانضمت القوات البريطانية إلى قوة مكونة من 13 ألف جندي تابعين للأمم المتحدة، وهي مساهمة غربية نادرة من أجل وقف تيار نزاع دموي منسي يترك تداعياته الخطيرة على أوروبا.

وقالت الصحيفة إن الساحل هي منطقة مغطاة بالأشجار القصيرة التي تمتد في القارة وتعتبر معبرا لكل شيء يستطيع اللصوص في مناطق خارجة عن الحكم أو تتمتع بسيطرة ضعيفة من الحكومة تهريبه من البشر إلى المخدرات والتطرف العنيف. ولم يلتفت التدخل الغربي في ليبيا إلى ما سيحدث بعد ذلك، وهو تدفق مذهل للأسلحة إلى المناطق الفقيرة المحيطة بها والتي تغلي تحت وطأة المظالم المحلية، ولم يمض الوقت الطويل حتى تمظهر السخط والظلم من خلال الحركات الجهادية المتطرفة والتي استغلت المناطق الفقيرة وعبّأت الناس لدعم قضيتها.

واستفاد تنظيم “الدولة” في الصحراء الكبرى من الضغوط التي تعرضت لها أذرعه في مناطق أخرى مثل العراق وسوريا وليبيا، وحمل الراية منها لشن حروب في المناطق التي لا يوجد فيها حكومات قوية. والرواتب والعلاوات التي يعرضها التنظيم لمن ينضم إليه والمقاتلين الجدد مذهلة، فـ300 دولار ودراجة نارية تجعل الشاب ملكا في حيّه.

وترى الصحيفة أن سرّ نجاح تنظيم “الدولة” في منطقة الساحل كما في مناطق أخرى لا يتعلق بأجندته الدولية، ولكن بقدرته على استخدام الضغوط السابقة عليه كسلاح. ففي مالي مثلا، كانت التوترات قبلية بين مجتمعات رعوية وزراعية. وكانت نزاعات محلية بالغ فيها تنظيم “الدولة” وبأثر مدمر.

سرّ نجاح تنظيم “الدولة” في منطقة الساحل كما في مناطق أخرى لا يتعلق بأجندته الدولية، ولكن بقدرته على استخدام الضغوط السابقة عليه كسلاح

وتقول الصحيفة إن المهمة الفرنسية في جانبها المعقد هي مهمة لمكافحة التمرد، وكان الجميع يفضل لو لم تقم بها جهات أجنبية، ولكن الواقع يملي هذا. والفرنسيون في وضع أفضل من غيرهم، فمعظم الماليين يتحدثون الفرنسية ويلعب الجيش المالي دوره، إلا أن المشكلة عابرة للحدود وتشمل النيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا وتشاد وكذا الدول التي تشكل الطبقة الثانية من مجموعة الخمس الساحلية، وتقاتل قواتها التهديد الجهادي.

ثم تأتي الطبقة الثالثة، وهي قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والتي انضمت إليها بريطانيا قبل فترة، وتشمل على واجبات مختلفة وقواعد أخرى للاشتباك. فقوات حفظ السلام كما يشي الاسم لا يعني أنها أرسلت لخوض معارك.

وحتى هذا الوقت دعمت بريطانيا القوات الفرنسية في حربها ضد التمرد بمروحيات قتالية. ومن هنا يجب الترحيب بمشاركتها، والدور الذي تقوم به غير خطير، ولكنه ضروري لأن الدول الغربية عادة ما تعتمد على الآخرين في المهام. كما أن المشاركة البريطانية اعتراف بأهمية منطقة الساحل لأمن أوروبا بشكل عام.

وترى الصحيفة أن استعداد الحكومة البريطانية للقيام بهذه المهمة هو دليل على أن بريطانيا في مرحلة ما بعد البريكسيت ستقيم سياساتها على وقائع الجغرافيا. ومع خروج القوات البريطانية من أفغانستان رفقة القوات الأمريكية، فقد حان الوقت لكي تلتفت بريطانيا إلى جوارها، وهي منطقة الساحل.

 

 

 

 

 

 

اعلانات