عن الانصاف والميزان ../ . د.محمدعالي الهاشمي

5 يوليو, 2022 - 12:50

بعد ان تم تغيير اسم الحزب من الاتحاد الى الانصاف  وتم تغيير شعاره الى الميزان هناك ايضا رغبه شعبيه لتشكيل حكومة الانصاف وادارة الميزان والكفاءة والخبره والنزاهه والشفافيه وتشكيل. حكومة الظل داخل الحزب  لمتابعة  عمل الحكومه وتقييمه وفحصه وتقديم مشاريع وبرامج مدروسه وحلول من طرف حكومة الظل وتشكيل لجان داخل الحزب لمحاربة الفساد ولجان للمحافظه على الوحده الوطنيه والتماسك الاجتماعي وتقديم برامج منصفه ومشاركة الشباب في العمليه السياسيه بإنصاف 

لا يكاد يختلف منصفان على أن أكبر الغائبين عن ساحاتنا السياسية والتشغيلية  هو الإنصاف..و هذه الحقيقة المؤلمة، 
أعلم كما يعلم غيري بأن الإنصاف  يحتاج جهداً مضاعفاً لكبح جماح الطبيعة البشريّة وردّها عن باطلها، فإن الإنسان كما قال تعالى عنه «كنود» يمنع ما عليه من الحقوق لربه وللبشر، ولا يتهاون في أخذ حقوقه كاملة من الناس، ولكنه ممكن ولو لم يكن ممكناً لما أمر الله ورسوله به وحثّا عليه.

وهناكً من يرى أن السياسة والإنصاف لا يتفقان، وهذا صحيح إلى حد كبير بالقياس إلى الوقائع المشاهدة، وتؤيده الكثير من الكتابات في تاريخ السياسة القديم والمعاصر، ومن هذا المنطلق انتشرت الكثير من المصطلحات والتعابير السلبية التي تصف السياسة بأنها "فن الكذب والمراوغة" وأن "السياسة لا دين لها"، وأنها "مجرد مصالح"، وتصف السياسيين بأقبح الصفات كالغدر والكذب وسوء السيرة، وفساد الخلق إلخ. ومن المؤسف أن في التاريخ الكثير مما يؤيد ذلك. في التاريخ القريب لمعت الكثير من الشخصيات السياسية ووصفت بالدهاء والبراعة، وقوة التأثير. لكنها بالمقابل لم تكن تتمتع بالاستقامة وحسن السيرة والخلق، وافتقدت الكثير من الحس الإنساني النبيل، ومن أمثال هؤلاء نابليون ولويد جورج وتشرشل وغلادستون، وكثيرون غيرهم

ينطبق هذ على بلادنا التي تحفل ذاكرتها السياسية بالكثير من الأسماء المهمة، والتي طالما تمتعت بالمصداقية والوطنية والنزاهة والسمعة الجيدة، ورأى فيها كثيرون حروفا مضيئة في الظلام الدامس الذي تتسم به سياسات اليوم، لكن الظروف لم تسعفها في إحداث التغييرات المطلوبة ولم يكن الإنصاف شعارهم 
وفي السجال السياسي المحتدم اليوم والذي تخوضه شخصيات من مختلف الاتجاهات والانتماءات، وإلى جانب النظرة الناقدة والتحفظات السلبية، قد يكون من الحكمة إدخال بعض الرؤى الإيجابية، والتعامل مع الشخصيات المتنافسة من منطلق الإنصاف والرؤية الشاملة التي تشخص السلبيات لكنها لا تتجاهل الإيجابيات والجوانب المضيئة.
لاشك أن العوامل والنزعات الذاتية، لا تنفك عن الطبيعة الإنسانية، التي توصف دائما بحساسيتها للمؤثرات المحيطة، وقابليتها الشديدة للتقلب والانحراف، وهي السمة التي غالبا ما تنطبع بها شخصيات السياسه

في ضوء ما سبق، قد يسوغ للبعض أن يرى في مثل هذه الخطوات، أهمية كبيرة، وضرورة لا غنى عنها للحفاظ على ديناميكية المشهد السياسي وتفاعلاته، وإضفاء الحيوية عليه وإخراجه من حالة السكون والجمود. ونأمل ان يشكل هذا الانضاف أساساً وقاعدة للنقاش حول إمكانية تغيير أو تعديل المفاهيم المتداولة حول السياسة وملابساتها، والصورة الذهنية (السلبية) السائدة، وترسيخ تقاليد جديدة أكثر أخلاقية وعقلانية، تنسجم مع القيم والمبادئ التي نحملها.

د.محمدعالي الهاشمي

 

 

 

 

 

 

اعلانات