الشيخ الددو كما عرفته ..

31 يوليو, 2018 - 09:01

يلهج كثير من العارفين  وعلماء الأمة بالدعاء للشيخ محمد الحسن -منذ وصلهم خبر رحلته الاستشفائية الأخيرة في بلاد النورسيين،

وحق للموريتانيين وأنا واحد منهم، أن يتضرعوا  الى الله لشفاء هذا  الإمام   الذي  عرفه البعض بعلمه، و البعض في  نواله وجاهه، وعرفته في محراب التبتل  لا يشق له غبار.

ولعلي اليوم أكتب علنا  لأول مرة عن كيف عرفت الشيخ محمد الحسن ولد الددو ولد مماه أواخر سنة1983 وعبر سنتي1984و1985، وهي شهادة للتاريخ يراد بها وجه العلي الكبير، وتصحيح فهم   أغيلمة  من هواة السياسة  وأزلام  المخزن بعضهم  اجترح علينا ، و عن  عمد بعضهم اجتزأ، وحسبنا الله.

عرفت الرجل وأنا خارج من أزمة الناصريين مع نظام محمد خونه ولد هيداله، وكانت مدرسة الشيخ عدود  التي آوتني قد أتاحت لي أن أودع الفكر الناصري،وأتيم بنهج الكتاب والسنة والفضل في ذلك يرجع إلى الشيخ عدود علما وفهما وتوجيها ودلا.، أسأل الله أن يكرم نزله، وأن يجزيه عن  الأمة المسلمة وعنا  خير الجزاء.

 شدني  هذا العمري محمد الحسن، ابن تلك النخلة المباركية  الذئ يأسر القلوب بفصاحته، وتلاوته، وتدبره،  وتأوله  لكتاب الله، ورافقته يصلي 23ركعة يطيل  الركوع والسجود كقيام عثمان بن عفان رضي الله عنه.، وكان معي في رفقته ابني الأسرة الصالحة آد ولد محمد موسي  وأخوه محمدسالم ولد السبتي.

ما لبث الفتى المتوهج علما وتبتلا، أن رسم بريشته وثيقة  نداءات الرحمن الواردة في القرءان: يا أيها  الذين ءامنوا.... منبها الى أنها  نداءات اما أن تدعوك الى خير فاغتنمه، أو تصرفك عن شر فاجتنبه، وعرفت لاحقا : بوثيقة الذين ءامنوا.. وكان الشيخ ددوا قد عدها عدا، مبينا أنها خطاب الله لمن تحمل واجب النصرة والهجرة من الصحابة  الأعلام، ومشيرا إلى نداءات الرحمن لأهل الكتاب والمشركين وعامة الناس.،فالرجل مجدد كالشافعي ..

قمت بطباعة الوثيقة وإيصال الرسالة إلى تلامذة الشيخ، وتعميمها على الأطراف وبذلت فى ذلك كل جهد...وعملنا ما بوسعنا لاستضافته من  خلال  محاضرات  في جمعية غرناطة للثقافة  والفنون  التي  كنا نديرها مع  جماعة  نشطة  من فئة الشباب،  وعملت  على أن يكون ضيفا  محوريا في برامج  المحظرة الرمضانية، وبرنامج  منابر مضيئة  بالخصوص  قبل  أن يطردنا  مدير  من  مسؤولي الاذاعة  ويغلق البرنامج المذكور.

أتي يوما إلى  الشيخ في  تلك الفترة  نفر يمثلون نواة الاتجاه  الإسلامي وكان يرأسهم يومئذ  اطليل وتلميذه محمد جميل ولد منصور، جرى الحوار معهم في المسجد السعودي الحالى أياما متتالية، كان الفرق بين موسوعية العالم المتبحر  وتلميذ التيارالمعقلن  واسعا.

فقد كان الشيخ واضحا في فتواه حول الشيعة الخمينيين ، ومنزلة العرب، ومكانة اللغة العربية ، وكون الأئمة من قريش، ورافضا لتشريع الانفتاح الزائد عند الشباب في مجال  الفن وإمامة المرأة .. وأتذكر أن رئيس حزب تواصل الأسبق محمد جميل ناشدني أن أخلي لهم وجه الشيخ قائلا: نحن  نبحث عن المرشد أو المفتي، وهو ما ينقص مشروعنا...وأجبته بأن الشيخ عالم  وعلامة وليس موظفا سياسيا، الشيخ أكبر من الطوائف والأحزاب.

بعدها دخل الددو  المعهد العالى ثم المعهد السعودي، وعبر إلى البلاد المقدسة، فكان آب ولد اخطور الذي بعث من جديد،ثم  التقي بتلامذته الجدد  وتيارات  عديدة في المشرق  والمغرب.

وتدركون الآن أن الخطوة الأولى للشيخ كانت فكرة تكوين جيل يتأسي بالصحابة، ثم ترجم رؤيته لاحقا في مركز تكوين العلماء،وكان آخر تصريح له أنه لا ينتمي إلى حركة ، وحدد

بأنه  مؤمن بالإسلام نهجا وحياة، ودينا ودولة، ويعتبر تصنيف الشيخ في غير هذا تجنيا على مكانته العلمية.

إذا اخلص إلى  أن الشيخ الددو، عالم رباني، حافظ من نوادر حفاظ الأمة، كثير العبادة  والتبتل، مفخرة لموريتانيا والأمة المسلمة، أحسبه من أحسن الموريتانيين اتقانا للثناء على الله، ومن أخشى رفقته لله لا يفوقه في  مقام التبتل والخشية  إلا  أبناء عمومته الثلاثة شيوخي عبد الله بن بيه، والداعية المحبوب ولد سيد يحي، و الفائز بالفردوس الحاج ولد فحفو  رحمه الله.

وأخيرا.

كنت قد أدليت بهذه الشهادة أمام وزراء، ومدراء الإعلام ، وأمام رئيس سابق وأعتى رؤساء الأجهزة، وبعض المستشارين وكلهم  إلا واحدا رحمه الله  لا يزالون أحياء، والشيخ  الددو يومئذ ساحر

 وكاهن  ثري في نظر من  يحاكمه سنة 2003..

ولولا أن الأمر مثبت في مذكراتي لبسطته للقارئ اليوم. 

وكنت كل ما قرأت  افكا من لهث أصحاب الافك عن  رأيي في الشيخ، دعوت على صاحبه بطينة الخبال.،وقلت البعية مع علام الغيوب  لامع الددو  أو غيره.

شفا الله الددو للعلم، ولأهل الصفة، ولجماعات الدعوة، ولرشداء ساسة  الأمة ، و لقول الحق لا يخشى إلا الله، ولإعلاء كلمة الله، وللمتبتلين يريدون  وجهه.

وحماه من مكر السياسيين، وسوء فهم المغتابين له، والحمد لله أن محبتنا له لا تشوبها لعاعة من الدنيا أولا ووسطا  وآخرا.

بقلم: محمد الشيخ ولد سيد محمد/ أستاذ وكاتب صحفي

 

 

 

 

 

 

 

اعلانات