حمى التجاذبات الساخنة حول المولد النبوي ،هل لها من علاج ؟

18 نوفمبر, 2018 - 16:50

عندما يحل شهر المولد النبوي ، وهو شهر الخير واليمن والبركة ، تطفو على السطح موجة من التجاذبات الساخنة حول المولد النبوي تصول وتجول بين أطياف الامة الإسلامية .
وسرعان ما تتحول إلى مصادمات فكرية عنيفة فى المساجد والنوادى والصالونات والشوارع وفى الشبكات التواصل الاجتماعى .
ويبلغ هذا الصدام الفكري ذروته حينما يقسم الأمة إلى جبهتين متضادتين ،متباعدتين كل البعد ،ومتباغضتين بعض التباغض .
وما ينبغى لهذا أن يحدث فى خير أمة أخرجت للناس .
وإسهاما منى فى معالجة هذه الظاهرة الموسمية ،سأسلط الضوء على أسباب هذه الحالة وعلاجها ،اعتمادا على الله تعالى ،واستمطارا لفضله وعونه الواسع .
أما أسباب هذه الظاهرة الموسمية المتعلقة بحدة التجاذبات حول المولد النبوي ،فترجع إلى عدم التعامل المناسب مع وضعية الأمة المريضة .
فمن علم أن الأمة الأن مريضة ،وأنها تحتاج إلى حمية صحية ، بعدم تناول بعض المأمورات الشرعية مؤقتا ، كحال مريض الطغط ،يحتاج إلى حمية صحية بعدم تناول الملح ليلا .
علينا أن نعلم أن حمية الأمة الصحية الآن تتطلب التركيز أولا على مواجهة منكرات الإجماع ،لأنها أخطر ،ولأنها تؤدى إلى توحيد الكلمة ورص الصفوف وجعل الأمة فى جبهة واحدة وقلب واحد وفهم واحد .
والشق الثانى من الحمية الصحية للأمة هو تأخير الخوض فى المنكرات المختلف فيها ،والأمور التى تثير الخلاف والتصادم ، والتى تؤدى إلى ارتفاع الضغط لدى الأمة .
علينا أن نؤخر الخوض فيها ،وترك إثارتها ،مرحليا ، حتى تتروض الأمة وينضبط ضغطها صحيا ويستقر فعليا .
بعد ذلك يكون حال الأمة الصحي القوي ،قابل و ومتقبل لطرح قضية المولد النبوي ،وترجيح الراجح فيها .
أما الأن ،فالحمية الصحية للأمة ،لا تتقبل طرح ذلك ،كحال مريض الضغط ،لا يتقبل تناول الملح ليلا ، فلكل حال مقال ، ولكل حالة لبوسها .
كتبه محبكم فى الله :
محمدفال عبد الوهاب .

 

 

 

 

 

 

اعلانات