افتتاحية الساحة: هل نحن أمام معارضة عقيمة؟

19 فبراير, 2019 - 10:25

تعيش المعارضة الموريتانية هذه الأيام أزمة حقيقية، البعض يسميها أزمة بنيوية أوأخلاقية بسبب عجزها عن توحيد صفوفها خلف مرشح موحد لرئاسيات 2019.

ويرى بعض المراقبين بأن الافلاس السياسي والمالي دفع بالمعارضة إلى التنقيب عن مرشح من خارج صفوفها، حتى وإن كان من أركان نظام نضالت ضده المعارضة عقدين من الزمن، حيث سامها شتى صنوف الذل والمهانة والسجون.

إنه نظام ولد الطايع الذي تسعى أحزاب المعارضة اليوم إلى ترشيح الأمين العام لحزبه PRDS السيد سيدي محمد ولد بوبكر الذي يمثل في حقيقة الأمر استمرارية للأنظمة التي ناضلت المعارضة ضدها وأذاقتها الأمرّين منذ عقود، فهو وزير أول لولد الطايع وسفير فوق العادة لولد عبد العزيز، وليس منطقيا أن يأتي، بعد تقاعده، ليكون خيارا لمعارضة كانت ضحية للأنظمة التي شارك في ترويجها !

والغريب في الأمر أن المعارضة لم تكترث، حتى الآن، بصيحات الرفض المتواصل لهذا الخيار من لدن القواعد الجماهيرية للمعارضة فقد أمتلأت وسائط التواصل الاجتماعي بتدوينات المعارضين الرافضين لترشيح ولد بوبكر وكأن لسان حالهم يقول " لا فينا ولا منا"...        

 

فقدان الحماس 

نعم ستفقد قواعد المعارضة الحماس في الانتخابات الرئاسية القادمة وهم يرفعون صور ولد بوبكر، وينخرطون في حملات الترويج لشخص ما عرفوه في ساحات النضال..

إن ذلك الحماس لن يكون إلا مع اختيار المعارضة لمرشح يمثل مشروعها الكبير التي ناضلت من أجله كثيرا، ودفعت الغالي والنفيس لتحقيقه.

فلماذا مثلا لا يتم ترشيح الدكتور محمد ولد مولود ، الذي يعتبر مدرسة سياسية من الطراز الرفيعْ حنكة ودهاء، والذي يأسرك بهدوئه ورزانته، حيث يعرف التعامل مع المُلماتْ .

 أليس ولد مولود حركي مرن وقيادي قل مثالَهْ كغيره من سياسي الكدحة يعشق النضال حد الثمالَة، ولا يقيم وزنا للمناصبِ ولا المكاسبِ، بل يجد ذاته فقط في خدمة مبادئهِ الإخلاص والتضحية أسمى مقاصدهِ  ..

ولماذا لا يتم اختيار الأستاذ أحمد سالم ولد بوحبيني كمرشح موحد للمعارضة، انطلاقا من تاريخه وملفاته البيضاء ونضالاته الكثيرة ضد الاستبداد وكفاءاته وقدرته على المواجهة...

ولماذا لا يتم اختيار الأستاذ محمد جميل منصور أليست كل البوابات التي يمكن الدخول إلى شخصيته مشرعة على مصاريعها، ألا يتفق الجميع على أن أبعاد شخصيته متكاملة حتى لكأنها قيست بمسطرة دقيقة..؟

وأين رموز المعارضة الأخرى التي عرفت بتضحيتها ونصاعة تاريخها النضالي من أمثال الأستاذ محمد محمود ولد أمات، وصالح ولد حننه، الأستاذ محفوظ ولد بتاح، والأستاذ لوغورمو عبدول، والساموري ولد بي وغيرهم من أبناء المعارضة البررة.

الساحة

 

 

 

 

 

 

 

 

اعلانات