عندما يتحول الحاكم إلى نكات للقبور

21 نوفمبر, 2020 - 12:12

 كرم فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، ولاية كوركول بزيارة عمل واضطلاع على أحوال الساكنة ، ومن كرمه عليهم أتاح لهم فرصة الإطلاع على أوضاعهم واحوالهم من خلال ملتقى عام، أعطى في الضوء الأخضر لعدم تقييد أي متدخل واي متكلم وخاصة من المنتخبين المحليين على عموم الولاية لأنهم هم المباشرون للتنمية المحلية ،وكذلك الوجهاء وأطر الولاية عامة ،وكان فخامته يتوخى من ذلك أن يأخذ المعلومة والصورة من أصحابها مباشرة ،ورفعت له لائحة تجاوزت مئتا ( 200) متدخل من عموم المقطعات والبلديات بمعدل خمسين (50) متدخل لكل مقاطعة . بدأ السيد الرئيس يستمع للمتدخلين ،وتعاقب على المنصة المئاتي (200) متدخل ولم يكن من ضمنهم أي متدخل من المنتخبين المحليين بل كان جلهم منتخبون سابقون ،تم انتقائهم عبر عملية في غاية الدقة والمكر ،بطلها أو ابطالها رأس أو رأسي الإدارة اللامركزية في الولاية وبالاخص: نكات القبورِ ومُبعثُ الاموات أو نكاتيهما ومبعثيهما، السيد حاكم مقاطعة امبود والسيد الوالي . وإليكم الطريقة التي تم اتباعها في هذه العملية التزويرية الغريبة في الحبك والخبث . معروف أن في الولاية فرقاء سياسيين و المقصود بالحديث منهم هم أغلبية الرئيس ،كل هؤلاء قدموا لوائح متدخليهم للمشاركة في الحديث أمام الرئيس ، وبما أن معظمهم من غير الحزب الحاكم ،فقد اشتهد المزوران لإقصاء الأحزاب الأخرى عبر عملية اختيار أربعة متدخلين بالتراتب من المقاطعات الأربعة في الدفعة الأولى للمتكلمين، وبعدها تأخذ دفعة ثانية من اربع أيضا، وفي كل مرة يتم اقصاء أحزاب الاغلبية حتى انتهت تلك المئاتي (200) متدخل بمعدل خمسين (50) لكل مقاطعة . ولاخظوا معي كيف يتم اقصاء حزب ، هو حزب الكرامة من دفعات المتكلمين من مقاطعة امبود ،وهو مسيطر عليها . عنده فيها ستة (6) عمد من اصل تسعة (9) ويتقاسم بقية البلديات الثلاثة المتبقية مع احزاب الأغلبية الآخرى، وعنده النائب الأول للمقاطعة ما اصل ثلاثة (3 )نواب، فلا يؤخذ منه أي متدخل ،وكيف يكون عمد مركزي في كيهيدي جالس ويتم اخذ عمد سابق لانه من أحد الأحزاب الأخرى ،والأمثلة أكثر. الإدارة اللامركزية في كوركول ،الحاكم والوالي ،يدبران عملية تزوير وخداع للرئيس ،وأمام عينيه ،ينبشان القبور وياخذان الاموات من الأطر والمنتخبون السابقون الذين لفظتهم الولاية على حساب الأحياء، والأحياء المباشرين للتنمية المحلية . كيف يُزور ويُغش رئيس جمهورية بهذه الوقاحة، وهو انتقل إلى الساكنة وتكبد عناء السفر إليها حرصا منه على تنمية أفقر ساكنة بلده إحتراما لتعهداته لهم وقصد باللقاء كي يستمع منهم ويتعرف على مشاكلهم لحلها، ولا يجد أي متخب محلي يُسمعه مطالب بلديته بسبب تزوير حاكم ووال ،لقد فات المزورن نتاكي القبور ان الرئيس لم ينتبه لعمليتهم المخزية، كلا لقد لاحظ ذلك في أول وهلة ولكنه اشفق عليهم ،فلم يطردهم من مجلسه ولكنه طاردهم لا محالة إن لم يطرد غيرهم من الغشاشين الذين أعطاهم ثقته وخذلوه ومازالوا يحاولون خذله وخيانته. كيف لا وهم يزورون عليه وهو جالس بينهم ،فكيف إذا كان في مكتبه ؟ والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هذه العملية الغريبة ،من أي إعاز، ويأمر من من؟ إذا كانت من تدبير نكاتي القبور الحاكم والوالي،أي من الإدارة اللامركزية في كوركول، فأين عيون الإدارة المركزية في المتابعة إما إذا كانت بإيعاز منها هي فالأمر يكون جلل؟ ام هي عملية دبرت بليل من جهة أخرى، خاصة أن الاموات المتدخلين من جهة سياسية واحدة ؟ وانت كنت لا اميل إلى هذا الاحتمال لمعرفتي بالإطار الأخلاقي لبعض تلك الجهة ،ولا ارجح اضيا ان المركزية القطاعية معنية ،يبق المرجح أنها من تدبير نكات القبور ، فهل أصبحت مهمة الحاكم نبش القبور ،وهل ستيرك هؤلاء مصدرا لقلة الأمن وزرع عوامل السيبة والفتنة بين الناس بدلا من إزالة عوامها وإخمادها عند اندلاعها؟ الدولة بحاجة ماسة إلى مراجعة الثقة التي تعطيها لمن يتولى الشأن العام ،خاصة من مدخله المعني بالسلم الأهلي وبهدوء الناس وزرع عوامل السكينة بينهم. ألم تستغرب انت وتستهجن معي هذه العملية وهل ترى من علاج لها غير إقالة الحاكم والوالي حتى لا يظلا عاملا فتنة وتزوير ممنهج وهل ترى أن من عش الرئيس جالسا وزور امامه سوف يزور عليه ويغشه وهو في مكتبه ويستمر في تقديم التقارير المزورة عن احوال الناس ،وإذا تولى عملية ما سيفعل ماه اشنع؟

الدكتور/ شيخنا حجبو 

رئيس حزب الكرامة

 

 

 

 

 

 

اعلانات