ذكرى 12/12 .. كواليس انقلاب عسكري قاده ضباطٌ كان يبالغ في إظهار الولاء للرئيس

12 ديسمبر, 2020 - 11:54

زار الجنرال الفرنسي جانو لاكاز موريتانيا في زيارة سياحية هدفها حسب دعواه، زيارة الأماكن التي خدم فيها في آدرار أيام كان جنديا في جيش الاستعمار الفرنسي.

رافقه معاوية في تلك الرحلة، وشاركا في حفل لدى أهل حمبل في أطار.

استدعى أيضا بعد ذلك قادة من الجيش إلى فرنسا وأكد لهم أن فرنسا ستقدم لهم المساعدة اللازمة.

مات لاكاز في 1/8/2005 يومين قبل الموتة السياسية لولد الطايع.

على الضفة الأخرى أصر ميتراه على مشاركة ولد هيدالة في قمة بوجمبورا، ودفع ثمن وقود طائرة الرئيس ووفده (5 ملايين فرنك).

وبعد الانقلاب، عاد ولد هيدالة إلى نواكشوط بعد أن أرسل رسالة مستعجلة وهو في الجو إلى الرئاسة نصها:

 

الكولونيل معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع ..

 

أرجو أن تسمحوا لي والوفد المرافق لي بالنزول في مطار نواكشوط ..

 

خونا ولد هيدالة.

 

في نواكشوط استقبلت وحدة عسكرية بقيادة العقيد محمد سيدينا الرئيس والوفد المرافق له، أفردوا الرئيس هيدالة ونقلوه إلى اجريده حيث وضع في زنزانة ضيقة مكبل الرجلين.

 

كان معاوية مبالغا في إظهار الولاء والوفاء لولد هيدالة، وقد توسل إليه بعد إقالته من منصب الوزير الأول أن لا يدعه بدون وظيفة فعينه قائدا للأركان،

 

لكن معاوية بعد ذلك بالغ في إهانة ولد هيدالة عبر سجن طال أربع سنين مهينة قاسية.

 

انتهى حكم الديكتاتوري ولد هيدالة وبدأ حكم الديكتاتوري الآخر معاوية ولد الطايع، رجل فرنسا الأكثر ظلما ودربة على الإفساد والفساد.

 

مثل ولد الطايع في بداية أيامه، فرجا من سجون ولد هيدالة المظلمة وبطشه الذي لا حدود له وغبائه السياسي، وأعلن الحرب على القبيلة، وسرعان ما تناسى كل ذلك وبدأ مشروعه التدميري للقيم.

 

معاوية أحد أهم العقول الأمنية والعسكرية في موريتانيا، لكنه استخدم ذكاءه وعبقريته تلك في الجانب السلبي ومع تقادم الزمن "نشف مخ" الرجل وأصبح ديكتاتورا كاملا المواصفات.

 

بيدي معاوية أكلت قبائل ومجموعات وأفراد الأخصر واليابس وبسوطه عاثوا في الأرض فسادا، فيما سلم له لسانه العيي وخطبه التي تفرق ولا تجمع وتنعس ولا تؤنس.

 

مع معاوية وصل الفساد المالي إلى أقصى مداه، وتغولت القبيلة، وفسدت الأخلاق السياسية إلى أقصى درجة ممكنة، ألم تعد السرقة شطارة وفهما والأمانة ضعفا، كان نظام معاوية مغناطيسا جالبا للطبائع المفسدة في من خدموا معه، مدمرا للأمانة والنزاهة، وكان أيضا منطقة طاردة للأمناء والنزهاء.

 

عامل معاوية الموظفين بأسلوب التجويع المروع، وفي فترته كانت منح طلاب القسم الجامعي بالمعهد السعودي تفوق رواتب أساتذة السلك الأول في موريتانيا، كانت رواتب صغار الجنود في حضيض الحضيض، بين 13-16 ألف أوقية.

 

كانت سفن الصيد الصينينة تستخدم شباكا بمساحة ملاعب دولية تبتلع كل شيئ حتى الحصى والحجارة والأعشاب البحرية، وكانت عائدات اتفاقيات الصيد مع الأوربين توزع بأمر رئاسي على ثلاثة أو أربعة رجال من أقرب مقربي الرئيس ولد الطايع على أنها قروض.

 

كانت زيارات معاوية بلاء مبرما يكلف القبائل والأفراد ما لا طاقة لهم، يبذلون من المال ما يمكن أن يقضي على الجهل والفقر في كل موريتانيا ثم يجلسون لسماع خطب تافهة ومملة.

 

وكان نظام ظلم وإرهاب وفساد، فصل مئات الموظفين العسكريين والمدنيين من وظائفهم بسبب الاشتباه في الانقلابات (البعثيين مثلا)، وقتل آخرين بلا رحمة (الزنوج) وأهان القيم أيما إهانة.

 

ثمة رئيسان فقط حكما موريتانيا كان يملكان مشروعا واضح المعالم.

 

- المختار ولد داداه: يحمل مشروع سيطرة سياسية لحزبه الوحيد، مع بناء مؤسسات دولة قابلة للاستمرار.

 

ـ معاوية ولد الطايع: مشروع تدمير كامل للقيم ومؤسسات الدولة.

 

يبقى أن مشروع ولد داداه زال بزواله، وأن مشروع معاوية يأخذ طبعات متلونة مع الذين خلفوه، وهم بالطبيعة أقل منه سوء على كل حال.

 

                                              م.م

منقول

 

___________

نقاط مضيئة في حكم ولد الطايع 

 

كتب الاعلامي حبيب الله ولد احمد ما يلي :

كان رئيسا قوي الشكيمة مخلصا لوطنه حارب ببسالة فى حرب الصحراء وكان ايقونة ضباط التخطيط العسكري فى الجيش الموريتاني لم يسمح لأحد بلي ذراع موريتانيا وكان صارما فى مواجهة كل من حاول الانقلاب عليه ضرب خصومه داخل المؤسسة العسكرية وخارجها بيد من حديد فافشل عدة محاولات انقلابية وقام بمعاقبة مرتكبيها من الزنوج والبعثيين والناصريين وغيرهم كانت مواقفه الوطنية صارمة لم يساوم ابدا على هيبة موريتانيا وامنها وحدودها الترابية والمائية وقف جبلا فى مواجهة مشروع( إعطاش) موريتانيا من طرف السنغال عبر ( الأحواض الناضبة) وقبلها كان صخرة تحطمت عليها مؤامرة1989 التى نفذتها السنغال بدعم فرنسي مغربي مكشوف واستاصل كل الانقلابات التى حاولت( افلام ) لاحقا تنفيذها محليا اوانطلاقا من السنغال كان رجل دولة فجر نهضة المواصلات ومحو الأمية والتعريب وكان صارما حاسما جازما فى كل قراراته الوطنية مع ذلك لديه اخطاء ترتبط بقسوته مع خصومه السياسيين وعجزه عن حماية زنوج موريتانيبن ظلمتهم سحناتهم ولهجاتهم فتم ابعادهم لتظلمهم السنغال وتركب( افلام) ظهورهم لتضيع حقوقهم كموريتانيين لاذنب لهم أتحدث فقط عن المدنيين أما العسكريون فهم جزء من طاحونة مؤسسة عسكرية يأكل بعضها بعضا عبر الانقلابات المسلحة بغض النظر عن اللون والعرق والشريحة والتصفية داخلها لم تكن عنصرية أبدا الاعندما يكون الانقلاب نفذته شربحة واحدة كما حدث 81و91 مثلا كذلك اخطأ بسجن المخالفين وإقامة العلاقات المشؤومة مع الكيان الصهيوني وتسليم البلاد لتحالف عسكري تقليدي راسمالي أظهر الفساد فى البر والبحر على المستوى الشخصي كان ولدالطايع ذكيا صبورا طاغي الشخصية مثقفا ونظيف اليد ابتعدت اسرته عن الشأن العام فلم يتكسب لاهو ولا افراد اسرته من المال العام ولم يستخدموا نفوذهم لاذلال أحد ولم ينغمسوا فى أية ممارسات مشبوهة تصادم المصالح العليا للبلاد وكانت تربيتهم صارمة اخلاقيا وسيظل ولد الطايع جزء ثمينا من ذاكرة الوطن الموريتاني صاخبا بانجازاته واخطائه بنجاحاته واخفاقاته وسنظل نكن الاحترام لمواقفه الوطنية الشجاعة خدمة لموريتانيا الآمنة الموحدة والتى لاتغطى عليها كل اخطائه على كثرتها وتنوعها.

 

 

 

 

 

 

اعلانات