رغم قناعتي التامة أنه لا سبيل - دستوريا وقانونيا - لتعديل المواد المحصنة في الدستور والمحددة للمأموريات الرئاسية باثنتين فقط، ومع إدراكي أن الموقف العادي والطبيعي هو احترام الدستور خصوصا من المسؤول الأول في الدولة ، ومع أن المبادرات الجهوية والعريضة البرلمانية المتوقعة كانت كلها خروجا صريحا على الدستور والقيم وبالتالي تستحق النقد لا التزكية والعقاب ل
من السخافة بمكان أن نحكم على أبناء هذه البلاد العظيمة بالتملق والخفة والنعق مع كل ناعق ،هناك أجيال مَرَدْوا على بيع السٌلم في السياسة،لكن هذا لايعني اننا يمكن أن نعمم هذا الظاهرة المحصورة في زمان معين نتيجة اكراهات معينة...على أبناء البلد جميعا...
هذا الرجل البسيط البدوي الموريتاني.
كتب اليوم سطورا مشرقة من تاريخ موريتانيا.
لن ينساه الشعب الموريتاني بعد اليوم وكل ما قبل اليوم لا يهمنا في شيء لقد أسكت إلي الأبد أصوات بائعي الوطن بثمن بخس.
لقد أوقفت إلي غير رجعة تبرير الانقلابات العسكرية بحجة تصحيح المسار الديمقراطي.
قبل 10 سنوات جاء هذا الرجل الذي يحكمنا رغما عنا، جاء صدفة إلى سدة الحكم، كحاكم عربي خذله المسار الدراسي في صغره، أو كولي عهد نام واستيقظ على مقاليد الحكم في يده، كما يقع في الممالك العربية التي يتولى فيها عزرائيل مسؤولية(تغيير الحاكم) وفرض التبادل على السلطة..!
قبل انطلاق الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، وجهت لأبناء بلدي رسالة شرحت فيها دوافع خوض الانتخابات والخط الذي أنوي انتهاجه إذا هيأ اللـه لي دخول الغرفة النيابية، وقد كان ذلك بحمده سبحانه ثم بثقة مواطنين يستحقون علي أن أظل وفيا لهم ولسائر أبناء وطني العزيز.
الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة وجميع أجهزتها للتعبئة لمسيرة الحكومة المبرمجة يوم الأربعاء، والمقرر أن يقودها رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بنفسه لا تبدو مسألة طبيعية، نظرا إلى أنه لا يوجد سبب أو مبرر مقنع لهذه المسيرة أصلا، كما أنه لا توجد ضرورة لإعطائها كل هذا الزخم، إلا إذا كان هناك مخطط يراد تنفيذه من وراء هذه المسيرة..
بدل ان تشجع معارضتنا رئيس الجمهورية وهو يقررقيادة مسيرة شعبية تسعى لمصلحة جامعة ، تقوم هذه المعارضة باستنكار هذا الفعل الحضاري الذي يوجد اليوم في أعرق الديمقراطيات ...
يواجهون الفعل الديمقراطي المدني بالفعل المتوحش البدائي و الحسنة بالسيئة والكلمة الطيبة بفاحش القول والأهداف النبيلة بالسخرية و التنكيت والتبكيت...
من المؤسف أن مهرجان المذرذرة في نسخته الثانية أصبح منبرا لتكريس الترابية المقيتة وتجسيد ظواهر التعالي والتجاوز وذاك بإقصائه لمكون من أعرق المكونات الأجتماعية وأكثرها حضورا في المشهد الثقافي وأعتبارهم قطيع من الحيوانات لا ثقافة لهم ولاعادات ولا تقاليد وهم من هم في الفهم والإدراك.