ونحن نتوجه الى صناديق الاقتراع، أود أن أتوجه إلى إخوتي و أخواتي في هذا الوطن الغالي و خصوصا إلى النخبة المثقفة، المسؤولة قبل غيرها عن صيانة هذا البلد و إحلاله المكانة اللائقة بين الأمم، داعيا للتصويت للاتحاد من أجل الجمهورية، و خير الكلام ما قل ودل
على عتبة عام هجري جديد، وفي خواتيم موسم انتخابي ملأ دنيا الوطن وشغل ناسه، تلقيت - شاكرا ومقدرا - مكالمات ورسائل كثيرة من إخوة وأخوات أعزاء يباركون بالفوز في السباق الانتخابيويهنئون بالعام الجديد.
بغض النظر عن أحلام اليقظة التي يحلو لرواد العالم الافتراضي والحالمين العاجزين استمراؤها واتخاذها حقيقة تمحو الحقيقة، فقد جاءت نتائج الشوط الأول من الاستحقاقات الوطنية تشكل نصرا مؤزرا للحزب الحاكم؛ سواء منها ما تم حسمه لصالحه من نواب (67) وبلديات (111) ومجالس جهوية (4)، أو ما ينافس عليه خصوما يسهل التغلب عليهم في الشوط الثاني.
تحت هذا العنوان سأتناول مُعضِل شائك و داء عُضال بغرض فهم حيثياته ولنحاول وضع نهاية لشبح شرير طالما كشر عن مخالبه في وجه الشباب بشكل عام والمنخرطين في التنظيمات المعارِضة بشكل خاص وتلك المدافعة عن لحراطين حسب(...) بشكل أخص _احزاب منظمات هيئات_
عرفت بلادنا بعد الحوار الوطني الشامل الأخير تطبيق العديد من البنود الهامة المتمخضة عن اجتماع المتحاورين، ومن بين أهم نتائج هذا الحوار تشكيل اعضاء اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بالتناصف بين احزاب الأغلبية الرئاسية واحزاب المعارضة المحاورة،
تحصل حتى الآن من نتائج اقتراع الفاتح من سبتمبر ما يمكننا من الحكم عليه، هذا الاقتراع الذي سبق وأن وصفته في مقال سابق بأنه اقتراع في غاية التعقيد، وهو الوصف الذي أجمع عليه كل المراقبين فيما بعد، حيث كان واضحا مدى الصعوبات التي سيتلقاها الناخبون في التعامل مع الكم الكبير من اللوائح والخانات والشعارات والأسماء.. مما انعكس أيضا على بطء عمليات الفرز
وصل النظام الحالي للسلطة غلبة وانفرد هو وأزلامه بالموارد والامتيازات والقرارات ودعا إلى حوار وصفه بالوطني الشامل أفضى إلى مخرجات من أهمها الغاء الشيوخ ، وتغير العلم والنشيد ، وإجراء انتخابات سابقة لأوانها شاء لها النظام خروجا على المخرجات أن تكون في وقتها . ودخل الجميع موالاة ومعارضة في لهيب حملة انتخابية غير متكافئية :
بعد صلاة الصبح توجهت باكرا إلى المكتب الذي سأصوت فيه وهو قريب جدا من منزلي في نواكشوط ولتلافي طول الانتظار في طابور الناخبين قمت بأخذ ( الاحتياط الثقافي اللازم ) في مثل هذه المناسبات قبل الدخول إلى صندوق الاقتراع حملت معي من مكتبتي رواية الكاتب امبارك ولد بيروك le griot de l'èmir والتي سبق ان اقتنيتها قبل أشهر قليلة من إحدى المكتبات في تونس ورغم أن
التأمل و التدبر فى آي هذا الذكر الحكيم مطلوب و هو مصدر العلم و الهدايات بفضل الله و منه العظيم .قال الله تعالى :"و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين " .